البدء بإعداد العرض التقديمي للمادة التعليمية
التواصل الفعّال هو العامل الأهم الذي يتوقف عليه نجاح الإلقاء أو العرض التقديمي لمادتك التعليمية على برافو مي. إعداد العروض التقديمية من أهم الوسائل وأنجحها في خلق تواصل فعًال مع المتعلمين. لذلك نحن ننصحك بشكل عام، ان تعمل على اعداد عرض تقديمي مميز لمادتك التعليمية، لتوفير تجربة تعليمية مميزة لطلابك.
في المقابل قد يكون العرض التقديمي هو سبب كارثة حقيقية قد تحدث لك! لماذا؟ لأنه يتحول من وسيلة مساعدة بصرية جذابة وتفاعلية إلى إلهاء بصري وتشتيت وازعاج للطلاب. كيف تتفادى حدوث هذا الأمر؟ في هذا الدليل سوف نعلمك أساسيات إعداد وتحضير عروض تقديمية إحترافية لطلابك!
ما هي العروض التقديمية؟
يمكن تعريف العروض التقديمية (Presentations) على أنّها أسلوب منظم بتصميم جيد، لتقديم وعرض المعلومات والبيانات والمواد العلمية بطريقة مميزة وجذابة. تتم صناعة هذه العروض عبر برامج خاصة لهذا الغرض، وهي كثيرة جدا وسوف نستعرض بعضها هنا.
تعتمد العروض التقديمية على توصيل المعلومات عن طريق مجموعة من الشرائح المنظمة، التي تحتوي على: نصوص، وصور، ورسومات، ورموز تعبيرية، ومؤثرات صوتية، ومقاطع فيديو ومقاطع صوتية، وغير ذلك من المؤثرات الأخرى، التي تضمن إضافة المزيد من الجاذبية أو الوضوح والبساطة للعرض التقديمي.
تتركز أهمية هذه العروض على نقطتين رئيسيتين:
- الحفاظ على تسلسل أفكار المدرب، وتنظيم عرض المعلومات.
- الحفاظ على انتباه المتعلمين او الطلاب، وفهمهم للمعلومة بطريقة واضحة ومنظمة.
مزايا العروض التقديمية
1. المرونة في الإعداد والتصميم وطريقة العرض
يمكنك إعداد العروض التقديمية، وتصميم وإنشاء شرائح من الصفر. يمكنك كذلك الاعتماد على قوالب عروض تقديمية جاهزة تتضمن على الأقل الهيكل الأساسي. تستطيع بكل سهولة التحكم في القوالب الجاهزة وإجراء التعديلات عليها، سواءً في عدد الشرائح أو الألوان وطريقة العرض، وغير ذلك.
2. إدراج الوسائط المتعددة
يمكن إضافة المواد السمعية والبصرية، والمؤثرات الصوتية والحركية، والصور والرسومات، لتمثيل البيانات وتسهيل وصول المعلومات للمتعلمين. مما يساعدك في تحسين نواتج التعلم لطلابك.
ماهي أفضل الممارسات في إعداد العروض التقديمية التعليمية؟
هناك بعض المواصفات الأساسية التي لا يخرج عنها أي عرض تقديمي، وهي:
- اعتماد تصميم واحد لجميع الشرائح، منعًا للتشتت، وحرصًا على زيادة التركيز على المعلومة.
- الإعداد الجيد للمادة المعروضة، وترتيب المعلومات بطريقة منطقية، ليسهل فهمها.
- اختيار نوع خط مناسب، وحجم مناسب، ليسهل قراءته للمتعلمين.
- وجود تباين بين لوني الخط والخلفية، حتى لا يحدث إزعاج بصري للجمهور.
- تجنب وبشكل كامل، غختيار الوان مزعجة للعين ومشتتة لتركيز المتعلمين.
- إضافة التأثيرات الجذابة، مثل: الصور، مقاطع الفيديو، الرسومات، وغيرها.
كانت هذه أهم المواصفات الأساسية، لكن هناك بعض التفصيلات لهذه المواصفات، والتي تفيدك بشكل كبير عند التطبيق العملي:
- الخطوط
- اختر الخطوط سهلة القراءة، مثل خط Arial، او Calibri Light، وتجنب الخطوط الأكثر صعوبة في القراءة.
- يكون حجم الخط مناسب للقراءة بالنسبة للمتعلمين، ويمكنك معرفة ذلك بكل سهولة، عن طريق الاختبار التالي: ابتعد عن الشاشة مسافة متر، وانظر لها، هل تجد الخط واضحًا أم يحتاج للتكبير؟ وبشكل عام، نوصي بحجم خط النصوص 20، وحجم خط العنوان 32، وبلون مختلف عن باقي النصوص.
- استخدم شيئًا مميزًا عند الإشارة لمعلومة مهمة، هذا التمييز قد يكون بلون مخصص للنقاط المهمة فقط، أو نوع خط مخصص لذلك. تجنب في هذه العروض استخدام الخطوط المائلة، إذ يصعب قراءتها بسرعة. كذلك تجنب الجمل الطويلة، والاختصارات التي تُخِل بالمعنى، ولا تُهمل علامات الترقيم.
- يمكنك استخدام قاعدة 6*6 أي لا تتجاوز الشريحة ستة أسطر، ولا يزيد السطر عن ست كلمات. من الأمور التي تساعد على سهولة القراءة والرؤية كذلك، التباين في ألوان النصوص والخلفية، مثل ان تجعل النص بلون غامق على خلفية فاتحة، وهذا هو الأفضل، أو العكس.
- التصميم والصور والرسومات
- يمكنك في إعداد العروض التقديمية تصميم الشرائح بالطريقة التي تناسبك، سواءً كانت من إنشائك أو من قوالب جاهزة. احرص في كلتا الحالتين على توحيد الألوان والأنماط، واستخدم ألوانًا متكاملة، تحافظ على خلفية متسقة وغير مشتِّتة، لأن الهدف هو عرض المعلومات بطريقة سهلة وجذابة.
- يفضل استخدام صورة واحدة كبيرة أو صورتين، بدلًا من عدة صور صغيرة. كذلك تكون جميع الصور بنفس الحجم، وتستخدم نفس الحدود. يجب ان تراعي الترتيب الرأسي أو الأفقي للصور وألا يكون الأمر عشوائيًا. اترك مساحة فارغة حول النصوص والصور، واحرص على أن يكون التصميم مرتبًا ومنسقًا.
- الألوان
الألوان تعتبر شيئ بالغ الأهمية في عرضك التقديمي، انتبه ان تشتت المتعلمين بألوان مزعجة للعين، اختر الواناً هادئة، وتمثّل موضوع المادة التعليمية. مثلا، اذا كان موضوع المادة التعليمية عن التصميم والفن، فلابد من أن يحتوي العرض على تصميم بألوان ملفتة او مفعمة بالحيوية، اما لو كان موضوع هندسي / علمي، يفضل استخدام الألوان الغامقة في الخلفية، وتفتيح لون النصوص. ولا تستخدم أكثر من 4 الوان في الشريحة الواحدة، لعدم تشتيت المتعلمين.
أفضل برامج عروض تقديمية
برامج إعداد العروض التقديمية كثيرة ومتنوعة، وتقريبًا تفي بالغرض جميعها. سنذكر أهم وأشهر ثلاث أدوات يمكنك الاعتماد عليها في أثناء تجهيز العرض التقديمي مادتك التعليمية:
1. مايكروسوفت باوربوينت PowerPoint:
هو أحد برامج حزمة أوفيس المعروفة، وهو الأشهر والأكثر استخدامًا في إعداد العروض التقديمية. يضم البرنامج العديد من الوظائف والمهام، وخيارات كثيرة للتصميم وإنشاء الحركات والانتقالات، وإرفاق الوسائط المتعددة بأنواعها، مثل الفيديوهات، والصور، والصور المتحركة Gifs، والمؤثرات الصوتية، وغيرها.
2. العروض التقديمية من جوجل Google Slides:
توفر شركة جوجل أداة Google Slide للعروض التقديمية. تتيح هذه الأداة إنشاء تصميم للشرائح، أو يمكنك الاستعانة بأحد القوالب الجاهزة الموجودة على الأداة. توفر شركة جوجل العديد من القوالب في مجالات التعليم والتدريب الإلكتروني، يمكنك الإستعانة بها.
3. برنامج بريزي Prezi:
يعد من أقوى المواقع منافسة لبرنامج مايكروسوفت باوربوينت في إعداد العروض التقديمية، يتميز موقع Prezi بإنشاء مواضيع فرعية مرتبطة بالموضوع الرئيسي، ويتم عرضها على الجمهور بشكل رائع، بخلاف بوربوينت فإنه يكتفي بعرض الشرائح بطريقة متتالية.
يضم البرنامج العديد من المميزات الأخرى، كأن تشارك فريق عمل أونلاين في إعداد العرض، أو دعم جميع اللغات المختلفة، وغيرها من المميزات. لا يتوفر هذا البرنامج مجانًا، بل يحتاج لاشتراك شهري، إلا أنه يمنحك فترة مجانية (30 يوم) للتجربة. بشكل عام، نوصيك بالإستثمار في هذا البرنامج لما يحمله من قيمة تعليمية مميزة لطلابك.
أربع أخطاء يجب تجنبها أثناء إعداد العرض التقديمي لمادتك التعليمية:
لا شك أن إعداد العروض التقديمية من أفضل الطرق الفعّالة لعرض المعلومات وجذب انتباه الجمهور، عن طريق الاهتمام البصري في العرض التقديمي. مع ذلك قد يحدث العكس تمامًا، ويتحول العرض من أداة لجذب انتباه الجمهور وزيادة التركيز، لأداة تشتيت وإلهاء بصري، كما أشرنا في بداية المقال. لذا، ينبغي تجنب هذه الأخطاء:
- كثرة الانتقالات والمؤثرات الصوتية
تجنب وضع مؤثرات صوتية لأن هذا امر مزعج للمتعلمين، ولا تكثر من الإنتقالات بين النصوص والصور، لأن هذا يشتت الطلاب. كذلك إن كانت الانتقالات بطيئة، ستكون النتيجة بطيئة ومملة للمتعلمين.
اهتم بتناسق الألوان وتقليلها، ووضع المؤثرات بما يتناسب مع المادة المعروضة والحاجة إليها. اجعل تركيزك على المادة العلمية، وترتيب المعلومات بطريقة منطقية متسلسلة، وانتقال الشرائح مع انتهائك من نقطة ودخولك في النقطة التي تليها.
- الصور رديئة الجودة
تجنب ارفاق صور منخفضة الجودة، لأن هذا يحبط المتعلمين، كذلك تجنب التصميمات العشوائية، أو التنسيق العشوائي للشريحة، أو اختيار درجات ألوان ركيكة لا تتماشى مع طبيعة المادة وهدف العرض.
قد تكون النصوص في العرض مجهزة بطريقة جيدة، وثرية بالمعلومات المفيدة، لكن سوء التصميم ورداءة الصور والرسومات سيعطي انطباع برداءة العرض التقديمي كله. لذا اختر الصور ذات الجودة الأعلى، والألوان التي تناسب العرض الخاص بك أثناء إعداد العرض التقديمي لمادتك التعليمية.
- قوالب عروض تقديمية جاهزة
تكون هذه القوالب مجهزة مسبقًا لهدف آخر. وغالبًا ما تحتوي على تصميمات وخلفيات مشتتة ومنخفضة الجودة. بالإضافة لذلك لن تجدها مناسبة لمادتك التعليمية، أو لن تستطيع وضع الصور والرسومات او التصاميم المتعلقة بموضوع المادة التعليمية بشكل جيد. إن لم تستطع إيجاد القالب الذي يناسبك، إستخدم القوالب التي توفرها لك برافو مي من هنا.
- قراءة العرض التقديمي
قراءة العرض للمتعلمين هو إفساد للعرض كله، ونشر للملل بين المتعلمين. تذكر أن المتعلمين يستطيعون رؤية العرض، إنه أمامهم على الشاشة، فلا تحاول قراءته نصاً عليهم لأنهم يعرفون ما هو مكتوب. الطريقة الصحيحة هي أن تقرأ رؤوس الأقلام ومن ثم تشرح ما المقصود بالمعلومة المعروضة، وهكذا. العرض التقديمي قائم على التواصل التفاعلي بينك وبين المتعلمين، وليس لمجرد القراءة والاستماع. يوجد اختلاف كبير بين اللغتين: المنطوقة والمكتوبة، فالمنطوقة أقصر، وأكثر تفاعلية من المكتوبة.
أخيرًا، احتراف إعداد العروض التقديمية يوفر عليك الكثير من الجهد أثناء الشرح، كما يمنحك الكثير من المزايا في تسلسل المعلومات. بالإضافة لذلك يسهل تذكر طلابك لما تعلموه، وبالتالي تحقق هدفك التعليمي بكل سهولة.
إذا إحتجت أي مساعدة تخص العروض التقديمية، لا تتردد بالتواصل معنا عبر:
